اليوم الثاني من معرض CPHI الشرق الأوسط يشهد جلسات حوارية بناءة
وبعد اليوم الافتتاحي الناجح للفعالية المنعقدة حتى 12 ديسمبر في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات بمدينة الرياض، والذي تمّ خلاله الكشف عن شراكات بقيمة 3 مليارات ريال سعودي لتطوير قطاع الصناعات الدوائية والأدوية الحيوية في المملكة، انتقل التركيز في اليوم الثاني نحو كيفية منح الدول ذات الدخل المنخفض إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية عالية الجودة والتطور التقني لإطالة العمر الصحي.
وقد حقق معرض CPHI الشرق الأوسط نجاحاً كبيراً باعتباره الحدث الأبرز في قطاع الأدوية على مستوى المنطقة، حيث ناقشت مجموعة من الخبراء الدوليين التحديات المتعلقة بمنح المزيد من الأشخاص إمكانية الوصول إلى رعاية صحية أفضل في حلقة نقاشية على منصة الاكتشاف، وذلك بعنوان "المساواة في الرعاية الصحة: الأسواق جديدة والمشتريات للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
وتحدث جون م. موانجي، رئيس قسم السياسة التنظيمية والعلوم لدى شركة باير للأدوية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، عن دور الحكومات في أفريقيا بدفع عجلة التوطين في صناعة الأدوية، في حين تتسم محاولات إنشاء المصانع بالصعوبة. ودعا موانجي إلى إنشاء مناطق اقتصادية خاصة وتقديم إعفاءات ضريبية، وغيرها من الحوافز لتشجيع التوطين، مؤكداً أنّ توفير المساواة فيما يتعلق بالرعاية الصحية يمكن أن يكون على شكل المزيد من التجارب السريرية في أفريقيا، مشيراً إلى الجهود التي تمّ بذلها في جميع أرجاء أفريقيا لتعزيز البيئات التنظيمية بعد سنوات من ضعف التنظيم.
من جانبه، أوضح أدريان دونجو، الأمين العام لجمعية مصنعي الأدوية الأوغندية، أنّ الجهود التعاونية تسير على الطريق الصحيح في شرق أفريقيا بين ثماني دول أعضاء، مع تحسن الوصول إلى اللقاحات وانخفاض وقت تصنيع المنتجات من ثلاث سنوات إلى 10 أشهر في بعض الحالات.
وفي إطار المناقشات المستمرة حول تحسين الرعاية الصحية، أكدت الدكتورة زاهية حناص، نائب الرئيس ورئيسة تصميم العمليات والمنتجات في شركة جست إيفوتيك، المنصة الرائدة في مجال المستحضرات البيولوجية، على الدور الحيوي لرأس المال البشري، بالقول "بينما تُعد الجهود العلمية والسياسية ضرورية، يظل المورد الأكثر أهمية هو الموارد البشرية. الأعمال لا تصنع الأشخاص، بل الأشخاص هم من يصنعون الأعمال."
كما كانت المساواة إحدى الجوانب الرئيسية ضمن الكلمة التي ألقاها ويلي ريفز، رئيس شؤون التواصل العامة في شركة التقنية الحيوية العالمية سيلينو، بعنوان "تحفيز الابتكار العالمي لإطالة العمر الصحي للجميع". وأشار ريفز إلى دور الطموح والتعاون والابتكار في تشكيل قطاعي الأدوية والرعاية الصحية مستقبلاً خصيصاً في مجال التقنية الحيوية، مع إمكانية زراعة الخلايا الجذعية لتحويل التقنية الحيوية.
وشرح ريفز كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة التقنية الحيوية في إطالة أعمار الأشخاص الأصحاء، وزيادة وصول المرضى إلى العلاجات العلاجية، والتغلب على تحديات عديدة مثل توسيع الإنتاج. كما قدم قصة شخصية عن كيفية محاربة والديه للسرطان (المعدة والثدي)، وجدته التي تحاول التصدي للعديد من الحالات المزمنة باستخدام 15 دواءً مختلفاً كلّ يوم. وتصور ريفز مستقبلاً يكون فيه الطب الحديث متاحاً على نطاق واسع، مما يساعد الملايين بتلبية الاحتياجات الطبية الملحة.
وقدم الدكتور عماد غالوزي، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ورئيس مركز التميّز للصحة الذكية في كاوست، جلسة بعنوان "مركز التميز للصحة الذكية في كاوست: من الابتكار إلى التأثير"، حيث استعرض دراسات حالة واقعية تبرز كيف يمكن للعلم إحداث تأثيرٍ ملموس.
وأوضح الدكتور غالوزي مسار تحقيق التأثير في مركز التميز للصحة الذكية، والذي يشمل مراحل متعددة بدءاً من توليد الأفكار ومروراً بالتحقق من صحتها في المختبرات، وصولاً إلى التطبيق من خلال الأطر التنظيمية والتوسع في التصنيع. وأشار الدكتور إلى أنه على الرغم من أن كاوست قد رسخت مكانتها كمساهم رئيسي في مجال الصحة الذكية، إلا أن الحاجة إلى العلوم الأساسية لتحقيق تأثير حقيقي ما زالت قائمة.
كما استعرض الدكتور عدداً من المبادرات المتعلقة بالصحة الذكية التي يعمل عليها زملاؤه، بما في ذلك مشروع للمراقبة البيولوجية الذي يتضمن جمع مياه الصرف الصحي في المدينة المنورة لتحديد مسببات الأمراض التي ينقلها الزوار، وهو اختبار قد يُستخدم في المستقبل للوقاية من بعض الأمراض المعدية.
وتطرّق غالوزي إلى تطبيق SkinGPT4، أول طبيب أمراض جلدية يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في العالم. ويتيح التطبيق للمستخدمين التقاط صورة لطفح جلدي أو علامة على الجلد لتحديد ماهيتها على الفور، ويغطي 15 نوعاً مختلفاً من الأمراض الجلدية وأكثر من 100 نوع فرعي، ويتيح للمستخدمين التحدث مع التطبيق كما لو كانوا يتحدثون إلى طبيب، مع استجابة فورية في الوقت الحقيقي. كما ناقش الدكتور تقنية للكشف عن التقرحات الصغيرة في أقدام مرضى السكري قبل أن تتطور إلى مشكلات صحية خطيرة.
وانطلاقاً من الموقع المتميز الذي تحظى به المملكة العربية السعودية والذي يؤهلها لقيادة قطاع الصناعات الدوائية العالمية، سلّط خبراء إقليميون في مجال الأدوية الضوء على مستقبل هذا القطاع في المنطقة خلال جلسة حوارية بعنوان "الشرق الأوسط – فرص مجزية لشركات الأدوية الكبرى".
من جانبه، أيد الدكتور إبراهيم الصبيحي، المدير التنفيذي لإدارة التجارب السريرية في المعهد الوطني السعودي لأبحاث الصحة، هذه الرؤية، مضيفاً أن المملكة تمتلك قاعدة سكانية وتقنيات واستراتيجيات وطنية تجعلها عنصراً فاعلًا في منظومة الصناعات الدوائية.
وأشار الدكتور إسماعيل شحادة، الرئيس التنفيذي لشركة تبوك للصناعات الدوائية، إلى أهمية تعزيز القدرات والبنية التحتية للقطاع، مؤكداً أن الشركات العالمية تسعى إلى توطين علاماتها التجارية مع الحفاظ على الجودة، مما يستدعي تطوير المهارات والمعرفة المحلية لضمان توطين عالي الجودة يساهم في تحقيق الأهداف الوطنية.
وأعلنت شركة جلفار، التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها وتُعد من أكبر شركات تصنيع الأدوية في الشرق الأوسط وأفريقيا ومن أبرز منتجي الإنسولين على مستوى العالم، عن خططها لافتتاح منشأة في المملكة العربية السعودية لدعم جهود التوطين. وقال ياسر التهامي، مدير جلفار لدى المملكة: "تهدف رؤية السعودية 2030 إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للرعاية الصحية، ونحن فخورون بالمساهمة في تحقيق هذا الهدف عبر الإعلان عن أحدث منشآتنا هنا. وتعكس هذه الخطوة التزامنا بدعم هذه الرؤية الطموحة ومستقبل صناعة الأدوية. وقد شهدنا إقبالاً كبيرا على جناحنا، ولدينا أجندة مزدحمة بالكامل للنسخة القادمة من المعرض، كما نخطط لتوسيع حضورنا بجناح أكبر يتيح لنا التواصل والتفاعل مع طيف متنوع من العملاء والخبراء المشاركين".
بدورها، تستعرض شركة بايونير للأدوية، ومقرها العراق، مرافق مصنعها المختلفة هذا الأسبوع، والذي يضم سبعة خطوط تصنيع متقدمة تتيح تصدير أدوية عالية الجودة إلى الأسواق العالمية. وقال حسام قشوع، رئيس العمليات التجارية في بايونير: "يُعد المعرض منصةً بارزة توفر فرصاً متميزة للأعمال، ويشهد قطاع الصناعات الدوائية تطورات متسارعة لا سيما على صعيد التقنيات والمعدات المتقدمة، حيث تساهم في تعزيز الإنتاج المحلي، خاصة في المملكة العربية السعودية. ويتميز المعرض بوضوح أهدافه التنظيمية وتركيزه على المخرجات، ما يجعله وجهة استثنائية لبناء شراكات مثمرة".
Nour Ibrahim
MCS Action FZ LLC
email us here
Distribution channels: Business & Economy, Companies, Conferences & Trade Fairs, Healthcare & Pharmaceuticals Industry
Legal Disclaimer:
EIN Presswire provides this news content "as is" without warranty of any kind. We do not accept any responsibility or liability for the accuracy, content, images, videos, licenses, completeness, legality, or reliability of the information contained in this article. If you have any complaints or copyright issues related to this article, kindly contact the author above.
Submit your press release